
تاريخ النشر:
August 23, 2025 at 04:24 PM
3
/ دوار الكويت
الشمال
-بيت_لاهيا
٢٥ يناير ٢٠٢٤

25+

100+

0+
في صباحٍ شاحِب تحت وطأة الحصار، تجمّع مئات الفلسطينيين عند دوار الكويت شمال قطاع غزة، حاملين آمالهم في كيس طحين أو لقمة خبز لأسرهم الجائعة. الطوابير امتدت على الطريق الرئيسي، نساء يحملن أطفالهن على الأكتاف، وشيوخ ينظرون بعيون متعبة إلى السماء وكأنها آخر ملجأ للأمل. لم يكن أحد يتخيل أن لحظة انتظاره الغذاء ستتحول إلى كابوس لا يُنسى. فجأة، مزّق هدير المروحيات صمت الصباح. دوّت الانفجارات في الدوار، وارتجت الأرض تحت الأقدام، بينما الطحين الذي انتظره الجميع أصبح غبارًا يختلط بالدماء. الأطفال سقطوا في حضن أمهاتهم، والنساء الصارخات في فزع حاولن حماية فلذات أكبادهن من شظايا القذائف. رجال ونساء وشيخوخة، جميعهم امتزجت أصوات صراخهم بالانفجارات، في مشهد عشوائي من الموت. الدمار كان شاملًا؛ الطوابير التي كانت ترتب صفوفها بانضباط تحوّلت إلى كومة من الجثث والجرحى، والطرق التي كانت شاهدة على حياة عابرة أصبحت مسرحًا للمأساة. سيارات الإسعاف لم تستطع الوصول بسرعة، والجرحى الصراخين كانوا يتلقون القليل من الرعاية وسط الفوضى. في تلك اللحظات، سُجلت أكثر من 25 شهيدًا، ومئات الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، بينما بقوا في دوار الكويت صامتين على مشهدٍ لا يُنسى، مشهد يفضح حجم المعاناة الإنسانية في غزة. أصبحت ساحة دوار الكويت رمزًا آخر لمأساة المدنيين الفلسطينيين، شهادة دامية على هشاشة الحماية الإنسانية في ظل الحروب الحديثة، وعلى أن الأماكن التي يفترض أن تكون آمنة، قد تتحول فجأة إلى مقابر جماعية، مكتوبة فيها أسماء الأبرياء بالدم والنار