
تاريخ النشر:
August 23, 2025 at 04:53 PM
2
/ مدرسة التابعين (الفجر)
غزة
-الدرج
١٠ أغسطس ٢٠٢٤

100+

10+

0+
في ساعة الفجر، بينما كانت المدينة غارقة في صمتٍ خفيف يكاد يكسر فقط بخفقات قلب المصلين، توجه الرجال والنساء والأطفال إلى مصلى مدرسة التابعين الشرعية في حي الدرج شرق مدينة غزة. كانت الأقدام المتعبة تنزلق على أرضية المدرسة الباردة، والعينان تبحثان عن لحظة أمان ولو قصيرة، وسط إرهاق نفسي وجسدي خلفه القصف المستمر والحصار القاسي. المدرسة لم تكن مجرد مكان للصلاة، بل تحولت إلى مأوى مؤقت للعائلات النازحة هربًا من منازلهم المهدمة، ملاذ صغير وسط بحر من الدمار والفزع. فجأة، اخترق صاروخ السماء الهادئ، وانفجرت الغرفة التي كانت تؤوي المصلين في لحظة واحدة، مخلفة موجة من الصراخ المختلط بصوت الانفجارات. ارتجت الأرض تحت الأقدام، وانهارت الجدران بشكل مفاجئ، بينما الأطفال يسقطون في أحضان أمهاتهم، والنساء يحاولن بكل قوة حماية فلذات أكبادهن، والرجال يتساقطون واحدًا تلو الآخر تحت ركام المدرسة المنهار. الردهات تحولت إلى ساحة رعب، والجدران المتكسرة أصبحت شاهدًا على انهيار أي حماية وهمية، بينما أصوات الاستغاثة تتلاشى في الغبار والدخان. أكثر من 100 نفس توقفت عن التنفس، وجرحى لا يحصى حاولوا النجاة وسط الأنقاض، في مشهد مؤلم يختلط فيه رائحة الدم بالبارود والغبار. تحولت المدرسة، رمز العلم والأمان، إلى مسرح للموت الجماعي، شاهدة على مأساة المدنيين الفلسطينيين الذين لم يجدوا ملاذًا يقيهم الموت. أصبحت الحادثة جرحًا عميقًا في ذاكرة غزة، ومشهدًا لن يُمحى من ذاكرة من نجا، بينما العالم يراقب بدهشة واستنكار، عاجزًا عن تقديم حماية حقيقية للمدنيين الأبرياء.