
تاريخ النشر:
August 24, 2025 at 03:06 PM
4
/ مدرسة "دار الأرقم"
غزة
-التفاح
٣ أبريل ٢٠٢٥

31+

100+

0+
في مساء الثالث من نيسان/أبريل 2025، عمّ الرعب حيّ التفاح وسط مدينة غزة بعدما استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة دار الأرقم الأساسية، التي كانت قد تحوّلت إلى مأوى لمئات العائلات النازحة من مناطق القتال في الشمال والشرق. لم تكن المدرسة مجرد مبنى تعليمي آنذاك، بل صارت ملاذًا أخيرًا لأطفال ونساء وشيوخ هربوا من قصف متواصل بحثًا عن بعض الأمان بين جدرانها. لكن دقائق قليلة بدّدت كل ذلك، إذ اخترقت صواريخ قوية أجواء الحيّ، وسقطت مباشرة على قاعات المدرسة وساحتها المكتظة، لتحدث انفجارات عنيفة هزّت المنطقة بأكملها. في لحظات، تحوّل المكان إلى مشهد من الدمار والفوضى؛ الجثث تناثرت بين الأثاث المدرسي، وصراخ الأطفال علا فوق أزيز الطائرات، فيما غطّت سحب الدخان الكثيف سماء المكان. فرق الدفاع المدني وصلت مسرعة، لكنها وجدت صعوبة هائلة في انتشال الضحايا بسبب شدة الانفجار وانهيار أجزاء واسعة من المبنى. استمرّت عمليات الإنقاذ لساعات، وأسفرت الحصيلة عن ما لا يقل عن 27 إلى 31 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، وأكثر من 100 جريح، بعضهم في حالة خطيرة. الشهادات من الناجين وصفت المجزرة بأنها "مذبحة مكتملة الأركان"، إذ لم يكن هناك أي وجود لمقاتلين أو أهداف عسكرية داخل المدرسة، بل مجرد نازحين يبحثون عن مأوى. هذا الهجوم أثار موجة إدانات واسعة من المنظمات الحقوقية والإنسانية، التي اعتبرت استهداف المدرسة جريمة حرب واضحة وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. بالنسبة لأهالي غزة، لم تكن دار الأرقم سوى محطة جديدة في سلسلة طويلة من المآسي، حيث تحوّلت المدارس والمستشفيات والملاجئ إلى ساحات دم ومقابر جماعية في حرب لم تترك للمدنيين مكانًا آمنًا يحتمون به.